تعرف علي اهم الحقائق حول مسجد البيعة تاريخ وتأسيس هذا المعلم الرائع
تعرف علي اهم الحقائق حول مسجد البيعة تاريخ وتأسيس هذا المعلم الرائع
مسجد البيعة هو أحد المساجد التاريخية الهامة في مكة المكرمة، حيث شهد على أول بيعة في الإسلام، بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنصار من المدينة المنورة، وفي هذا المقال سنتعرف على تاريخ وتأسيس وحقائق عن هذا المسجد العريق.
تمت بيعة العقبة الأولى في موضع مسجد البيعة في سنة 12 من البعثة النبوية (621م)، حيث بايع 12 شخصا من قبيلتي الأوس والخزرج من المدينة المنورة، النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام والولاء والنصرة، وفي السنة التالية تمت بيعة العقبة الثانية في نفس الموضع، وحضرها 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة، ودعوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إليهم، وعهدوا له بالحماية والدفاع عنه، وهذه البيعة كانت بمثابة ميلاد الدولة الإسلامية الأولى في التاريخ.
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى المدينة، وتأسيس المسجد النبوي، ظل موضع البيعة محفورا في ذاكرة المسلمين، وفي سنة 144هـ (761م)، قام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ببناء مسجد في هذا الموضع، تخليدا لهذه الذكرى العظيمة، وقد كتب على حجرين في المسجد عبارة "أمر عبد الله - أمير المؤمنين أكرمه الله - ببنيان هذا المسجد"، في إشارة إلى الخليفة العباسي.
مسجد البيعة يقع في أسفل جبل ثبير، في شعب من شعابه، على بعد 500 متر تقريبا من جمرة العقبة الكبرى، في منطقة منى، وهو يطل على منى من الناحية الشمالية، في السفح الجنوبي للجبل، ويعرف هذا الشعب باسم شعب الأنصار أو شعب البيعة.
مسجد البيعة عبارة عن مصلى لا سقف له، يحوي محرابا وملحقا معه فناء أكبر من مساحته، ويحيط به سور من الحجر، وله أبواب من الجهات الأربع، ويوجد فيه رواقان من الجهتين الشامية واليمانية، كل منهما مسقوف بثلاث قبب، على أربعة عقود، وخلفهما رحبة مكشوفة، وطول المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة 38 ذراعا تقريبا، وعرضه 23 ذراعا.
مسجد البيعة لم يبق على حاله منذ بنائه في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، بل شهد عدة ترميمات وتجديدات على مر العصور، للحفاظ على قيمته التاريخية والدينية، ولمواكبة التطورات العمرانية والحضارية في مكة المكرمة ومنى، وفيما يلي بعض أهم الترميمات التي طالت مسجد البيعة:
- في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله أبي جعفر منصور الظاهر، تم تجديد المسجد وإعادة بنائه عام 625هـ/1227م، وهذا ما يشهد عليه نقش كتابي كان ملقى في ضمن المسجد زمن الفاسي، ثم ثبت في الجدار الجنوبي في آخر عمارة مسجد البيعة في العصر العثماني.
- في العصر العثماني، تم ترميم المسجد وتزيينه بالزخارف الإسلامية، وتعزيزه بالسندات الحجرية، وتجهيزه بالمياه والإنارة، وتوسيع مساحته وزيادة عدد أبوابه، وتغيير شكل محرابه ومنبره.
- في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، تم ترميم المسجد وتحسين مظهره، وتحديث مرافقه، وبناء سور حديدي حوله، وبناء خزان للمياه بجواره، لخدمة ضيوف الرحمن في أيام التشريق.
- ومؤخراً في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، بدأت أعمال إعادة تأهيل وترميم المسجد، وتمييزه بالطراز المعماري للمنطقة الغربية، واستعادة الدور الديني والثقافي والاجتماعي للمسجد، عبر المحافظة على خصائصه الأصيلة .
- مسجد البيعة هو أول مسجد بني في مكة المكرمة بعد الهجرة، وهو أقدم مسجد في منى.
- مسجد البيعة شهد على أهم حدث في تاريخ الإسلام، وهو بيعة العقبة الثانية، التي كانت سببا في نشر الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية.
- مسجد البيعة يحتفظ بشيء من مساحته ونقوشه الإنشائية الأثرية، ويوجد فيه نقشان كتابيان، أحدهما يؤرخ لبناء المسجد في عهد الخليفة المنصور، والآخر يذكر بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
- مسجد البيعة ظل متواريا عن الأنظار خلف الجبل، حتى بعد التوسعة الجديدة لمنطقة الجمرات، ولكنه ظهر للجميع بالقرب من جسر الجمرات، وأصبح معلما تاريخيا ودينيا يزوره الحجاج والزوار.
الخلاصة
مسجد البيعة هو مسجد تاريخي وديني في مكة المكرمة، يرتبط بأول بيعة في الإسلام، ويعكس العهد والولاء والنصرة التي قدمها الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو مسجد يستحق الزيارة والاهتمام، لما له من قيمة ومعنى عظيمين في تاريخ الإسلام والمسلمين.
اقرأ أيضا عن : أفضل مطاعم جدة
اترك تعليقًا
لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية عليها علامة