جولة في معالم المسجد الحرام بمكة الشريفة
جولة في معالم المسجد الحرام بمكة الشريفة
يعتبر المسجد الحرام مكة أول وأعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية وتتوسطه الكعبة المشرفة التي تعتبر أول بناء وضع على الأرض، كما انها تعتبر أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم.
إن المسجد الحرام مكة هو أول المساجد الثلاثة التي تُشد لها الرحال.
كما أن المسجد الحرام مكة قبلة المسلمين جميعاً، إليه يتجهون في صلواتهم أينما كانوا، قال الله تعالى:{ قَدْ نَرَى تَقَلُّب وَجْهِكَ فِي اَلسَّمَاء فَلَنُولِّينَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرام } (البقرة:144). ويعتبر حج هذا البيت واجب على كل مسلم مرة واحدة في العمر، إذا كان قادراً، يقول تعالى:{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجّ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } (آل عمران: 97). كما يُسَنّ للمسلم أن يزوره معتمراً كل عام إن استطاع، وقد خص الله تعالى هذا البيت بخصائص كثيرة؛ منها أنه جعله مثابة للناس؛ أي يثوبون إليه ثم يرجعون،
كما ان من خصائص المسجد الحرام مكة الأمن في ربوعه؛ للناس والطير والحيوان، فصيده وقطع شجره حرام مطلقاً على الناس،وكذلك القتال،وتغلّظ الدّية على من قتل غيره خطأً في حرم مكة، وهي منةٌ عظيمة امتنَّ الله تعالى بها على أهل الحرم، وذكَّرهم بها كثيراً في كتابه العزيز، في أكثر من آية، منها قوله تعالى:{ وإذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَاَبةً لِلنَّاسِ وأَمنْا } (البقرة:125). وقوله سبحانه:{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمناً } (آل عمران:97) وقوله عز وجل:{ وقَالُوا إِنْ نَتبِّعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أرْضِنَا أوَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَئٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا } (القصص:57).
كما يعتبر المسجد الحرام مكة موضع تعظيم المسلمين وتقديسهم جميعاً، وأول من حَمَل لقب خادم الحرمين الشريفين، المسجد الحرام بمكة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، السلطان العثماني سليم الثاني (974-982هـ/ 1566-1574م)، فلمّا امتد سلطانه السياسي إلى الحجاز، خاطبه الناس بحامي الحرمين، لكنه رفض ذلك، وقال: «إن حاميها هو الله عز شأنه، وأما أنا فخادم الحرمين الشريفين». كما أن أحب الألقاب إلى الملوك السعوديين لقب خادم الحرمين الشريفين.
ان من خصائص الحرم الشريف و المسجد الحرام مكة مضاعفة الثواب فيه أضعافاً كثيرة، ان الركعة فيه تعدل مئة ألف ركعة فيما سواه من المساجد، عدا المسجد النبوي والمسجد الأقصى، كما أخبر النبيr، كما أن من يُحْدث فيه حدثاً أو يذنب ذنباً يضاعف له العذاب لقوله تعالى: { وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }٢ (الحج:25). واستخدام تعبير المسجد الحرام ظهر بعد الإسلام، وقبل ذلك كان العرب يطلقون عليه البيت والبيت العتيق والبيت الحرام والبيت المعمور الذي أقسم الله به، وكلها أسماء أطلقها عليه القرآن الكريم، فقال تعالى:! { إِنّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنِّاسِ لَلَّذِي بِبَكّةَ مُبَارَكا } (آل عمران: 96). وقال:{ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } (الحج:29). وقال:{ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِياماً لِلنَّاسِ } (المائدة97). ومن هنا فإن بناء الكعبة أسبق تاريخياً من المسجد الحرام، والحديث عنها مُقَدَّم عليه.
المسجد الحرام مكة هو أول مسجد وضعه الله في الأرض، وهو بهذا الاعتبار هو البيت الحرام نفسه، قال الله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {آل عمران:96}، وقال تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ {البقرة:149}، والمقصود هنا البيت، كما يمكن أن يطلق المسجد الحرام على الحرم كله، قال الله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى {الإسراء:1}، ففي أحكام القرآن للجصاص: روي عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به من بيتها تلك الليلة، فقال تعالى: من المسجد الحرام لأن الحرم كله مسجد. وورد ذكر البيت والمقصود به الحرم كله، قال تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً... {البقرة:125} انظر أحكام القرآن لابن العربي.
البيت الحرام هو المسجد الحرام مكة عينه، سواء قصد بأي من العبارتين المكان الخاص أو الحرم كله، ويمكن أيضاً اعتبار البيت الحرام الكعبة الشريفة التي فيها الحجر الشريف، والمسجد الحرام هو المسجد المحيط بها من كل الجهات.و يفضل الزوار الإقامة في الفنادق القريبة من الحرم
ان مكة المكرمة أشرف البلدان وخير الأماكن، والبلد الحرام اختارها الله سبحانه وتعالى مهبطاً للوحي وقبلة للمسلمين وجعل فيها العديد من المناسك لعباده.
كما يرجع تاريخ تأسيس مكة المكرمة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم - عليهما السلام - برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة المكرمة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد نبي الله نوح - عليه السلام، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن وادٍ جاف تحيط بها الجبال من كل جانب وإلى هذا الوادي بدأ الناس بالتوافد والاستقرار فيه، بعدما تفجر بئر زمزم في القصة المشهورة عندما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله تعالى، وبعد ذلك رفعت قواعد الكعبة،. وتضم مكة المكرمة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض، ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال
هي أهم مزارات مكة يرجع بناء الكعبة إلى عهد سيدنا آدم عليه السلام الا انها دمرت عبر السنين ولم يبقى مكانها شئ إلى أن اوحى الله إلى سيدنا إبراهيم بمكان البيت. قال تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
لذلك أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل للكعبة. ولقد جاءه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود ولم يكن في بادئ الأمر اسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) ويفضل الحجاج الاقامه في الفنادق القريبة من الكعبة المشرفة والمسجد الحرام مكة
الحِجْر في اللُّغة: هو ما يكون بين يدي الإنسان من ثوبه، ومن يكون في حماية شخص آخر فهو في حِجْره؛ أي حمايته، كما يُطلق أيضاً على العقل، كقولهِ -تعالى-: (هَل فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)، وأمّا في الاصطلاح: فيُطلق على القِسم الخارج عن جِدار الكعبة، وهو على شكل نصف دائرة، ويُسمّى بِحجر إسماعيل، وذكر ابن اسحاق: ان ابراهيم عليه السلام عل الحِجْر بجانب البيت عريشاً من شجر الأراك، فكان مكاناً لِغنم إسماعيل -عليه السلام-، كما يُسمّى أيضاً بالحطيم، وقيل إنَّ الحطيم: هو جدار الحِجْر، وقيل: هو ما بين الرُكن والمقام وزمزم يسأل الكثير من الناس عن ما سبب تسمية حجر سيدنا إسماعيل بهذا الاسم فأجاب الشيخ محمد فتحي العالم بالاوقاف وقال إنّ حجر إسماعيل هو الجزء الشمالي من البيت الحرام، وهو الجزء الذي لم تستطِع قريش إكمال نفقاته عندما أرادوا بناء الكعبة، فجعلوا له جداراً مقوساً ليدلّ على أن ذلك الجزء يعدّ من البيت المطله علي الحرم و المسجد الحرام مكة
يقع بئر زمزم شرق الكعبة المشرفة بصحن المطاف محاذية للملتزم ، وهي بئر قديمة العهد ترجع إلى زمن إسماعيل عليه السلام . لما ترك هاجَرَ عليها السلام زوجُها إبراهيمُ عليه السلام مع طفلها ، في واد لا زرع فيه ولا ماء ، قالت له : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذن لا يضيعنا . آنست بالله في الظلماء ، حتى نفد ما لديها من زاد وماء ، والطفل يتلوى حولها ، تسعى فتبحث عن الماء ، مهرولة بين الصفا والمروة ، وإذا بجبريل عليه السلام يحمل الأمن إليها مسرعًا ، يبحث بعقبه في الأرض ، فينبثق الماء ، فجعلت تحوِّضه ، وتغرف منه في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرف .ويبعد بئر زمزم عن فنادق مكة المطلة علي الحرم دقائق معدودة للعمل علي راحه المعتمرين والحجاج لتسهيل عباداتهم.
لقد اهتمَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اهتماماً كبيرا وبالغاً بتعريف المسلمين بآيات الله العِظام، وبمشاعر البيت الحرام و المسجد الحرام مكة, ومن بين هذه الآيات العظيمة التي بيّن فضلها وشرفها من خلال فعله وقوله صلى الله عليه وسلم؛ مقام ابراهيم عليه السلام فقد روى جابر بن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيّناً صفة حجّه أنّه: (استلم الركنَ فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقامِ إبراهيمَ عليه السلامُ، فقرأ: (واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) فجعل المقامَ بينه وبين البيتِ)، وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله في فضل المقام: ( إنَّ الرُّكنَ والمقامَ ياقوتَتانِ مِن ياقوتِ الجنَّةِ ، طمَسَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ نورَهُما ، ولولا أنَّ اللَّهَ طمَسَ نورَهُما ، لأضاءَتا ما بينَ المشرِقِ والمغرِبِ),وفي اهتمامه -صلى الله عليه وسلم- بالمقام وبمشاعر بيت الله الحرام رسالة للمسلمين كافّة، ولحجاج ولعمّار بيت الله الحرام
ان الصَّفا والمروة جبلان يقعان شرقي المسجد الحرام مكة، فالصفا ، جبل صغير يقع أسفل جبل أبي قبيس، أما جبل المروة ، جبل صغير يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، كما ان الصفا و المروة متصل بجبل قعيقعان، و يسعى المسلمون في الحج والعمرة بين جبلي الصفا والمروة ، إن أول من سعى بين الجبلين الصفا والمروة هى السيدة هاجر عليها السلام زوج سيدنا إبراهيم وأمّ سيدنا إسماعيل عليهما السلام هي أول من بدأت السعي بين الصفا والمروة ، ثم صار السعي بعد ذلك شعيرة من شعائر الحج والعمرة، مضيفا أن الجبلين يبعدان عن بعضهما مسافة 395 متراً تقريباً ، وقد جعل الله تعالى من مسعى هاجر بين جبلي الصفا والمروة وحول ويقع بالقرب منه مجموعه من فنادق مكة القريبة من الحرم.
ذُكر فضل الصلاة في المسجد الحرام مكة في السنة النبوية، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاةٌ في مسجِدِي هذا أفْضَلُ من ألْفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ من المساجِدِ إلا المسْجِدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من صلاةٍ في مَسْجِدِي هذا بِمِائةِ صلاة)، وقد أجمع الفقهاء على أنّ الصلاة في المسجد الحرام تُعادل مئة ألف صلاة، ويشمل هذا الأجر جميع الصلوات؛ الفرض والنافلة.
الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في صلواتهم، وحولها يطوفون أثناء أداء فريضة الحج ، كما أنها أول بيت يوضع في الأرض وفق المُعتقد الإسلامي ، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة، إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة.
2. https://www.britannica.com/topic/Great-Mosque-of-Mecca
اترك تعليقًا
لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية عليها علامة